الخميس، 27 نوفمبر 2008

كوندي.. والأربعون كلبا نشر فى العدد الرابع بتاريخ 25 / 6 / 2005

في مستهل زيارة "كونداليزا رايس"وزيرة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط.. طالعتنا الصحف اليومية بخبر عجيب : "يرافق كونداليزاخلال جولتها في المنطقة عدد من المعاونين وعدد من رجال الأمن والمارينز.. و40 كلبا بوليسيا!"، وبدا الخبر غريبا وسط صخب الحديث عن الأجندة التي تحملها كوندي ومدي تقبل الأنظمة العربية للإملاءات الأمريكية حول عملية الإصلاح السياسي. ولأن الزيارة جادة ولا تحتمل روح الدعابة كان لابد من النظر إلي الأربعين كلبا بعين المراقب السياسي الذي لا يتمتع بحب الفكاهة، فتقول مثلا: ربما جاءت بهم لإعلان رفضها التعامل مع الإخوان المسلمين الذين يفرون من الكلاب حرصا علي وضوئهم. أو تقول أن كوندي تخشي التحرش الجنسي في القاهرة بعد أن أصبحت شهرتنا عالمية في إنتهاك أعراض المطالبات بالإصلاح (بالمناسبة لي صديق يعتبر أن سيقان كوندي نموذج للجمال!). أو قد تكون لكوندي مع الكلاب "علاقة حميمة" تشعرها بالأمان في منطقة مفخخة بالبدو والإرهابيين! وهي في النهاية إمرأة (آه والله) ودليلي علي ذلك.. الإحساس بالقهر الذي بدا في حديثها عن إنتهاء عصر الرق والعبودية (سواد بشرتها هو هويتها الأصلية). وهي في الحقيقة رقيقة جدا ومجاملة: ألم تثني علي الإفطار المصري والقهوة العربية في السعودية وإصلاح نظام التعليم في الأردن؟
حتي في حديثها عن الإصلاح السياسي كانت ودودة للغاية وهي تقول أن الوصول إلي ديموقراطية حقيقية في أمريكا إستغرق مائة عام.. لكن حذار ألا تقطع حبل المودة، فهي تحذر من أن الولايات المتحدة سعت علي مدي ستين عاما إلي تحقيق "الاستقرار" في المنطقة علي حساب "الديمقراطية" لكنها ستتبني الآن نهجا يدعم "التطلعات الديمقراطية لكل الشعوب".
كوندي التي شددت في القاهرة علي ضرورة إجراء إنتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة بوجود مراقبين دوليين يتمتعون بحرية الحركة، وإنتقدت بشدة قانون الطوارئ وما أسمته بالتعسف في تطبيق العدالة والعنف ضد المتظاهرين.. كانت تحدث الإدارة المصرية علي طريقة: "غزة أولا.. والإصلاح فيما بعد" فكانت إنتقاداتها لا تخلو من لهجة التهديد. لكن يبدو أن مقايضة الدور الأمني الذي تلعبه مصر بين إسرائيل وفلسطين بإرجاء مطالب الإصلاح الملحة.. مقايضة مرضية للبيت الأبيض. ولأنها لم تجد من يردها في القاهرة ولا من يرفض التدخل
السافر في شئوننا الداخلية.. واصلت تهديداتها علي طريقة خذ العظة من جارتك سوريا التي لم تستوعب الدرس.. ومماسمته كوندي الوحشية المنظمة للنظام الإيراني. ربما كانت كوندي بحاجة إلي فنجان قهوة مر مثل الذي تذوقته في المؤتمر الصحفي الذي جمعها بالأمير "سعود الفيصل"وزير الخارجية السعودي. الأمير "سعود" واجه الانتقادات الأمريكية لموقف السعودية من الإصلاح بشجاعة يحسد عليها: إعترف بوجود خلاف حقيقي بين واشنطن والرياض حول تلك القضية، وأكد أن "التقييم المهم لأي بلد في تطور إصلاحه السياسي هو حكم شعبه"، ودافع بثقة عن وجود معتقلين طالبوا بقيام ملكية دستورية (رغم إختلافنا معه).. وأوحي بأن سقف الإصلاح السياسي المتاح في السعودية ربما لن يتجاوز وجود مجلس شوري معين ومجالس بلدية منتخبة!.

وفي المؤتمر الصحفي نفسه وجدت كوندي نفسها في مواجهة عينين تطلان في تحد من خلف النقاب لتسألا داعية الإصلاح عن التعذيب في سجن "أبو غريب". فعلتها إذن إمرأة سعودية بين الحضور، خرجت من الحرملك لتطوق كوندي بالحرج وتضعها في خانة الدفاع بدلا من ساحة الهجوم التي عربدت فيها بالطول والعرض تلقننا درس: "النظام العالمي الجديد تهذيب وإصلاح". وحين بدا وجه كوندي محتقنا وهي تبرر إنتهاك حقوق الإنسان في "أبو غريب" وتصف المعتقلين بأنهم إرهابيون تذكرت علي الفور كلابها. لا أقصد بالقطع الكلاب البوليسية.. .. بل من يتصرفون كالكلاب ويلعقون الحذاء الأمريكي ويتسولون موعدا مع الفاتنة كوندي. حدث هذا في السعودية.. أما في القاهرة فلم تقابل كوندي من يستوقفها حين تحدثت عن الإستعمار ليسألها: متي يرحلون عن العراق؟.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كوندى خلاص راحت لحلها وكسرنا وراها مائة قلة هى وبوش القرد الغبى الى اتختمت فترة رئاسته بالجزمة اللى بجد اقل شىء يخده بوش على الايام السودة اللى اتولى المسئولية الامريكية عنها دلوقتى فى اوباما ومش عايزة اقول انى متفائلة بيه لدرجة الهبل بس انا اتمنى انه ما يعملش اخطاء زى بوش ويكون قد كلامه ووعوده لبلده وللشرق الاوسط وشكرا